خطر خفي في المياه المعبأة.. جسيمات بلاستيكية تتسلل إلى الأعضاء الحيوية
الثانية | وكالات
حذّرت دراسة حديثة من أن شرب المياه المعبأة في الزجاجات البلاستيكية قد يعرّض الإنسان لمستويات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة التي تستقر في الأعضاء الحيوية وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، وفق ما نقلته مجلة Nature.
وكشف باحثون من جامعة كونكورديا الكندية عن وجود نسب مقلقة من التلوث بالبلاستيك الدقيق في المياه المعبأة، موضحين أن الأشخاص الذين يعتمدونها يشربون نحو 90 ألف جسيم بلاستيكي إضافي سنوياً مقارنة بمن يستهلكون مياه الصنبور.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه الجسيمات المجهرية قادرة على اختراق أنسجة الجسم والوصول إلى الأعضاء الحساسة، إذ تم العثور عليها في الرئة والمشيمة وحليب الأم وحتى الدم، كما أظهرت الأبحاث أن البلاستيك النانوي يمكن أن يعبر الأغشية الخلوية ويصل إلى المخ، حيث سُجلت فيه تراكيز أعلى بـ30 مرة من الكبد والكلى.
خطر صامت يمتد إلى الجهاز الهضمي
وبيّنت دراسات أخرى أن البلاستيك الدقيق يغيّر ميكروبيوم الأمعاء، وهو النظام الذي يحافظ على التوازن بين الكائنات الدقيقة في الجهاز الهضمي، مما يزيد خطر الإصابة بسرطان الأمعاء والاكتئاب واضطرابات المناعة. كما تبيّن أن التعرض المتكرر لتلك الجزيئات يرتبط بحالات التهاب مزمن واضطرابات هرمونية وأمراض قلبية.
ويقدّر الباحثون أن كل شخص يبتلع نحو 5 غرامات من البلاستيك أسبوعياً – أي ما يعادل وزن بطاقة ائتمان – نتيجة تسرب الجزيئات البلاستيكية إلى الهواء والطعام والماء. وتشير التقديرات إلى أن العالم ينتج 450 إلى 460 مليون طن من البلاستيك سنوياً، وقد يصل الإنتاج إلى 1.1 مليار طن بحلول عام 2050، مما يجعل التلوث البلاستيكي أحد أخطر التحديات البيئية والصحية العالمية.