تصريح خاص | رامي عيسى: نعيد بناء كرة السلة السورية بخطة تطوير شاملة
الثانية | عبدالله طعمة (خاص)
أطلق رئيس اتحاد كرة السلة السوري رامي عيسى خطة شاملة تهدف إلى إعادة بناء اللعبة وتطوير بنيتها الإدارية والفنية، مؤكداً في حديثه لموقع الثانية أن العمل بدأ فعلياً لوضع كرة السلة على طريق جديد يعيدها إلى موقعها الطبيعي بين الجماهير السورية.
وقال عيسى إن أول ما لمسه بعد تسلّمه مهامه هو حجم التحديات التي تواجه اللعبة، من ضعف الاستمرارية في التدريب وتراجع البطولات للفئات العمرية إلى غياب البنية التحتية الإدارية والفنية، مشيراً في المقابل إلى أن شغف اللاعبين والجماهير والأندية يشكل دافعاً حقيقياً للعمل الجاد لإعادة بناء كرة السلة السورية.
وأوضح أن أبرز المعوقات تتمثل في الوضع المالي المحدود وقلة الصالات المؤهلة وغياب نظام واضح للاحتراف والرعاية قبل سن الـ18 عاماً، إلى جانب عقلية بعض المدربين في الفئات العمرية الذين يركّزون على الفوز فقط بدلاً من بناء اللاعبين، ما يتطلب تغييراً في الفكر التدريبي وتوسيع برامج التطوير.
دعم الأندية وتطوير منظومة الاحتراف
وتحدث عيسى عن واقع الأندية السورية قائلاً إن معظمها يعمل باجتهادات فردية وسط نقص في التمويل والاستقرار الإداري، مضيفاً أن الاتحاد يسعى لتوفير دعم مالي ولوجستي للأندية المشاركة في جميع الفئات، إضافة إلى رفع كفاءة المدربين عبر برامج إلزامية ودورات دولية.
وفي ما يتعلق بخطط الاتحاد، أكد أن العام الأول سيشهد إعادة هيكلة اللوائح الداخلية وتنظيم الدوري وبطولة كأس سوريا وضمان حقوق النقل التلفزيوني، في حين ستركّز الخطة متوسطة المدى (خلال أربع سنوات) على بناء نظام احتراف متكامل للفئات العمرية والرجال، وتطوير الأكاديميات وتصنيفها بين محترفة وهاوية، وإنشاء صندوق دعم مالي للاتحاد والأندية.
وأشار رئيس الاتحاد إلى إعداد خريطة وطنية لتقييم الصالات الرياضية في المحافظات بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والقطاع الخاص لإعادة تأهيلها، موضحاً أن المنشآت خارج صلاحيات الاتحاد لكنها تظل أولوية في المرحلة المقبلة.
تمويل متنوع وشراكات جديدة للنهوض باللعبة
كما كشف أن الاتحاد يعمل على تنويع مصادر التمويل من خلال تطوير حقوق النقل واللوحات الإعلانية والرعايات، وفرض رسوم عادلة على العقود والأكاديميات مع ضمان إعادة استثمارها في تطوير اللعبة، إضافة إلى إطلاق صندوق دعم كرة السلة عبر شراكات مع شركات محلية.
وعن دعم الأندية، قال عيسى إن هناك نية لتوزيع عائدات النقل والرعاية بعدالة، وتوفير دورات تدريبية للمدربين، وفتح المجال لمشاريع استثمارية مشتركة بين الاتحاد والأندية لتحقيق الاستدامة المالية.
كما شدد على اهتمام الاتحاد بالفئات العمرية والسلة النسائية، مؤكداً إطلاق أنظمة جديدة للفئات تحت 12 و14 و16 و18 عاماً، مع دعم مادي مباشر لهذه الفئات وتطبيق نظام "بارسيل" لضمان مشاركة الجميع، إلى جانب إطلاق دوري منظم للسيدات وتصنيف اللاعبات بحسب المراحل.
تحضيرات المنتخبات وتطوير البطولات المحلية
وبشأن المنتخب الوطني الأول، أشار إلى أن الاتحاد يتعامل بواقعية مع المرحلة الحالية، قائلاً: «نعرف أن الإنجازات الكبرى تحتاج وقتاً، لكننا نعد الجماهير ببناء منتخبات علمية تقدم أداءً مشرفاً في البطولات المقبلة».
كما كشف عن تحضيرات المنتخب لتصفيات كأس العالم، التي تتضمن معسكرات داخلية وخارجية استعداداً لمباريات قوية أمام منتخبات المنطقة.
وفي ما يخص بطولة الدوري الممتاز، أعلن عيسى أن الموسم الجديد سينطلق في بداية كانون الأول المقبل لإتاحة الوقت أمام الأندية للتحضير والتعاقدات، مضيفاً أن شكل البطولة لن يتغير هذا الموسم، لكن إعادة النظر في نظام كأس سوريا مطروحة لجعله أكثر تنافسية.
أما في ما يتعلق بحضور الجماهير داخل الصالات، فأكد أن وجود الجمهور هو روح اللعبة، وأن هدف الاتحاد هو أن تكون الصالات ممتلئة بالجماهير ولكن ضمن تنظيم يضمن سلامة الجميع. كما أشار إلى وجود تواصل مع قنوات إعلامية محلية وخارجية لنقل المباريات، سعياً لعقد شراكة طويلة الأمد تضمن عائداً ثابتاً للأندية والاتحاد.
رؤية احترافية لاستعادة الثقة والجماهيرية
واختتم رامي عيسى حديثه بالتأكيد على أن رؤية اتحاد كرة السلة السوري تقوم على بناء منظومة احترافية حقيقية وتكريس التعاون بين الاتحاد والأندية واللاعبين والمدربين، بهدف إعادة الثقة والجماهيرية للسلة السورية بعد سنوات من التراجع.
وفي أيلول الماضي، انتخبت الجمعية العمومية لاتحاد كرة السلة رامي عيسى رئيساً للاتحاد خلال مؤتمر عُقد في وزارة الشباب والرياضة، إلى جانب ستة أعضاء لقيادة اللعبة الشعبية الثانية في سوريا، التي تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة.